المشاركات

الانتفاضة والنظام العربي الراهن منير شفيق

صورة
العلاقة التي قامت بين النضال الفلسطيني والنظام العربي عموما بالدول العربية، واحدة واحدة، اتسّمت بارتباط عضوي كان الوجه المتحكِّم في مسارها هو النظام العربي، كما محصلة المعادلة في ما بين الدول العربية. أما على مستوى علاقة كل دولة عربية بالنضال الفلسطيني، فقد كان متفاوتا من دولة إلى أخرى سلبا وإيجابا. ولطالما تأثر صراع المحاور العربية أو في الصراع بين هذه الدولة وتلك. وكانت السمة السائدة في مسار العلاقات هنا هي الموقف الفلسطيني الأضعف في أغلب الحالات، إن لم يكن فيها كلها. هاتان السمتان سادتا العلاقة منذ بداية النضال الفلسطيني الذي نشأ مع بداية تنفيذ المشروع الصهيوني، أو قل منذ عشرينيات القرن الماضي، ربما إلى لحظة انهيار محور الاعتدال العربي وذلك بانهيار نظامَيْ حسني مبارك (مصر) وزين العابدين بن علي (تونس) في مطلع العام 2011. ولكنهما (السمتان) بدأتا بالتراجع مع ما ساء من أوضاع عربية بعد 2011 وصولا إلى الوضع الراهن في غير مصلحة الوضع العربي. ودلّ على ذلك حرب 2014 في قطاع غزة وانطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة الراهنة. فدور الأنظمة العربية، وفي مقدّمها مصر، في ا

يقتلون القمح لينتعش محصول القبح بقلم: وائل قنديل

صورة
وأنت تتابع إعلان نظام عبد الفتاح السيسي عن موت زراعة القمح في مصر، تذكّر أن القمح كان حاضرا بقوة في معركة الجنرالات للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي .كان سلاحاً في المعركة، وكان سبباً لشن هذه الحرب القذرة، ذلك أن حكومة هشام قنديل أعلنت في شهر أبريل/ نيسان 2013 أن مصر على أعتاب الاكتفاء الذاتي من القمح، بعد ارتفاع المحصول إلى ما يقارب عشرة ملايين طن .كان ذلك قبل الانقلاب بشهرين، حيث كانت جبهة الحرب على الرئيس القادم من قلب ثورة يناير تظن أنها أوشكت على إنجاز مهمتها في إزاحته، مستخدمة كل أساليب وحيل الإنهاك والإحباط. لذا، كان لا بد من حملة لإفساد انتصار القمح . بدأت القصة بالتشكيك والسخرية من الأرقام المعلنة، ثم حين أكد الفلاحون، أصحاب الشأن، أن ارتفاعاً حقيقياً حدث في الإنتاجية، اتخذت الحرب أساليب أخرى، أكثر انحطاطاً، حتى وصل الأمر إلى أن عصابات شريرة أشعلت الحرائق في مساحاتٍ مزروعة قمحاً بطريق مصر الاسكندرية الصحراوي، فيما ظهرت ملامح هذا المخطط بالكشف عن أشرار   آخرين، ينشطون في شراء محصول القمح من الفلاحين وإعدامه، أو إخفائه، كي لا يتم توريده إلى الصوامع الحكومية، وذلك عقب إعلان الحك

روسيا إلى سورية.. أي دلالات؟

صورة
الخطوة العسكرية الجديدة التي اتخذتها روسيا في سوريا، تختلف نوعيا من ناحيتي المستوى والمغزى عن الدعم العسكري، الذي واظبت على تقديمه للحكومة السورية منذ اندلاع الصراع المسلح طوال الأربع سنوات الماضية. فهذه الخطوة تعدّت الدعم العسكري إلى مستوى المشاركة العسكرية أو الإعداد للانخراط في المشاركة العسكرية المباشرة وشبه المباشرة. أما من الناحية السياسية فالمغزى الذي حملته هذه الخطوة هو الانتقال لتأدية دور قيادي عسكري وسياسي، ليس في مواجهة داعش، كما صُرِّح فحسب، وإنما أيضا في إعادة تشكل القوى الدولية التي أعلنت عن تشكل تحالف ضد الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ودعيت روسيا للمشاركة فيه. هذا التحالف أو الحلف دار حول نفسه ولم يحقق هدفه. ومن هنا يأتي الاختراق الروسي له لينتزع القيادة العسكرية والسياسية منه، فعلى الموقف الأوروبي الآن وخصوصا الفرنسي أن يُدخِل التعديلات على موقفه المطالب برحيل الأسد بما يقترب، بشكل أو بآخر، من الموقف الروسي. ولعل الأهم كان اللحاق الأمريكي من الناحية السياسية؛ إذ أعلن بأن الرحيل الفوري للأسد لم يعد المطلب الأمريكي، وإنما التدرج بذلك ومن خلال إقناع كل من روسيا

في منهجية تحليل الظواهر وقراءتها

صورة
من يدقق في عشرات المقالات والدراسات الصادرة عن أكاديميين أو باحثين ينهجون في تحليلاتهم وقراءاتهم المنهج الأكاديمي أو الدراسي الجامعي يَلحظ الولَع في تعدادِ الأسباب أو المسببّات وأقلّها يزيد في العادة عن خمسة أو سبعة، وكثير منها يصل إلى العشرة من الأسباب أو العوامل. ووصل الأمر بأحدهم أن يعدّد في كل مقالة أو دراسة عشرة من النقاط التي تلخص أسباباً أو جوانب لظاهرة، ولا يزيد عليها ولا ينقص. وتجد الأمر نفسه عندما تعدّد ما تُعتبَر عوامل أو أسباب إيجابية ومقابلها ما تُعتبَر عوامل وأسباب سلبية. ويميل التعدادان إلى التساوي وأيضاً يكونان من خمس نقاط وما فوق في كل جانب. وحتى الترجيح يبقى مهتزاً. ويظن هذا النهج بأنه علمي وشمولي وقد تجنّب أحادية النظرة أو الموقف الحاد، فكلما كثر تعداد الأسباب كلما بدا أن الموضوع أُحيطَ من كل جوانبه. وبهذا تتحقق الموضوعية والعلمية أو النهجية الأكاديمية الرصينة. على أن هذا النهج حين يعدّد الأسباب، ولا يرى أن ثمة سبباً رئيساً، أو أن هنالك عاملاً أساسياً يقود الأسباب الأخرى، أو يشكّل الحلقة الرئيسية (أو الرئيسة) التي تمسك بالحلقات الأخرى. ومن ثم لا يجعل من الممكن أن توض

هزة ارتدادية قوية وعمليات إنقاذ صعبة لمنكوبي زلزال نيبال

صورة
ضربت هزة أرضية ارتدادية عنيفة بقوة 6.7 درجات على مقياس ريختر  نيبال ومناطق في  الهند  المجاورة، مما أثار الذعر مجددا بين السكان، في وقت تبذل فيه السلطات النيبالية جهودا مضنية لإغاثة الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد أمس وأوقع أكثر من 2350 قتيلا ونحو خمسة آلاف جريح، بينما يواجه عمال الإنقاذ دمارا هائلا وصعوبات في الاتصالات. وأشار مركز المسح الجيولوجي الأميركي إلى أن مركز الهزة الارتدادية القوية يقع على بعد 65 كيلومترا من العاصمة النيبالية كتماندو، وعلى عمق عشرة كيلومترات، مشيرا إلى أن هزة بهذه الشدة قد تسبب أضرارا في دائرة قطرها خمسون كيلومترا، كما أكد عدد من متسلقي الجبال أن الهزة الارتدادية أدت إلى انهيارات ثلجية جديدة في جبل إيفرست، بعد أن أوقعت الانهيارات أمس 17 قتيلا على الأقل، معظمهم مرشدون محليون. وقال مدير هيئة الأرصاد الجوية في الهند إنه "ليست هناك طريقة للتنبؤ بقوة التوابع، ومن ثم يجب أن يحترس الناس في الأيام القليلة المقبلة". وسبق أن سجلت هزات أرضية ارتدادية جديدة صباح اليوم في  كتماندو  التي تعرضت المباني فيها لأضرار كبيرة، واضطر عشرات الآلاف من س

8 قرون على إقامة العلاقات الدبلوماسية المغربية البريطانية

صورة

عن وضع المغرب "المتقدم" مع أوروبا

صورة
يحيى اليحياوي في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2008 منح الاتحاد الأوروبي، على هامش الدورة السابعة لمجلس الشراكة المغربي الأوروبي، المغرب صفة "الوضع المتقدم"، أعطي للمغرب بموجبه حق ولوج كل مجالات الفعل الأوروبي باستثناء الانضمام الكامل لبناه وهياكله، لا سيما التشريعية والتنظيمية. هو وضع لطالما طالب به المغرب، لتجاوز اتفاقية التعاون والشراكة التي أطرت ولسنين طويلة العلاقات بين الطرفين، وتبين مع مرور الزمن واحتدام المستجدات هنا وهنالك أنها لم تعد كافية بالمرة، وتفترض الانتقال إلى مرحلة متقدمة، تكون أكثر من الشراكة التقليدية المعتمدة تاريخيا، حتى وإن كانت أقل من العضوية الكاملة في مؤسسات الاتحاد، على اعتبار أن المغرب ليس بلدا أوروبيا، حتى يكون بمقدوره أن يلج فضاء المجموعة الأوروبية، أو يكون عضوا مكتمل العضوية في هياكلها. وهو، فيما نزعم ونتصور، وضع استثنائي وإلى حد بعيد ليس فقط من زاوية أنه لم يُمنح من ذي قبل لأي بلد غير أوروبي (حتى وإن كان البلد ذاته مجاورا للاتحاد الأوروبي جغرافيا أو جزءا منه، كما هو الشأن مع العديد من دول المعسكر الشرقي سابقا)، ولكن أيضا بمقياس أن دولة أوروبية كتركيا